بين ما يدرك عن طريق البصر، على المؤمن الصالح أن يستشعر وجود الله سباحنه وتعالى، وأن يشعر أن الله معه في كل صغيرة وكبيرة، وانه عليم بكل ما يفكر فيه عقله وكل ما يحادثه به قلبه، سواء كان فرحًا أو حزنًا، أو شدة أو رخاء، فاليقين هو أن تعلم أن كل هذا هو من عند الله، وأن كل ما هو من عنده خير كبير للمؤمن الذي يصبر ويحتسب كل شيء يحدث معه في سبيل الله وفي رضاه. فالله هو مسبب الأسباب ويعلم ما الهدف من هذا الابتلاء أو من هذا الأمر الذي قد لا ينال اعجابك أو رضاك، فلو علم الناس حكمة الله في تدبير الأمور لعلموا حق المعرفة أن الله لا يكتب إلا الخير لأن الله هو الخير، والخير لا يأتي إلا بكل ما هو خير.
وضح ما يدرك عن طريق البصر
على المؤمن الصالح أن يثق بالله، وأن يكون لديه شعور الراحة والأمان لأنه في يد الله، الذي لن يظلمه ولن يشعره بالنقص أو العجز، فالله هو الطمأنينة التي لو زرعت في قلب المؤمن حقًا لعلم أن كل شيء في يد الله، وأن كل أمر يقدره الله للمؤمن هو خير، فلا داعي للخوف أو الجزع، وأن يتكفل المؤمن بالصبر والعمل بالأسباب حتى يكتب له الأفضل، ولذلك شعور اليقين مهم للمؤمن حتى يشعر أن الله بجانه ولن يتركه، وأنه يراه ويرعاه، ويدبر له الأمر بحيث يرزقه ويرفع عنه كل ما هو مكروه، ولذلك على المؤمن أن يشكر الله على كل ما رزقه اياه، وأن يحمده على النعم العديدة التي يهبها للمؤمن دون مقابل، وأن يكون على درجة من الإيمان أن كل شيء هو أمر الله، فإن أصابته مصيبة فصبر فهذا لخير، وان أصابه حسنه، فسرته فهذا خير يشكر الله عليه، ولا ينسى المؤمن أن هذه الدنيا هي دار ابتلاء وان الله اذا أراد أن يقيس حب عبده ابتلاه حتى يرى صنيعه، قال تعالى عن أهل اليقين..
﴿الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.
الإجابة:
اليقين.
