شرح ابيات جرير يمدح عبد الملك بن مروان، الشعراء موجودون منذ قيدم الزمان، وتعتبر من النثر والآداب في اللغة العربية، مر كثير من الشعراء على العرب المعروفين والمتميزين بشكل كبير، وكانوا يدخلون تحديات كبيرة فيما بينهم، ومنهم الشعار من بني كليب من قبيلة بني تميم وهي قبيلة في السعةدية في مدينة نجد، وكان جرير من أشهر الشعراء العرب في عصره، وكان مميزا وبارعا في المدح والهجاء، وكان يسمى بأنه أشعر أهل عصره، ولد وتوفي في مدينة نجد، وقضى جل عمره ينافس الشعراء ويجدلهم.
شرح ابيات جرير يمدح عبد الملك بن مروان
الجواب:
من النوادر الطريفة أن عبد الملك بن مروان كان يحتفل يوما في مناسبة من المناسبات فسأل ، ممالحا ضيوفه ، عن أغزل بيت عند العرب ، وعن أهجى بيت ، وأفخره ، فكانت الأبيات المنتقاة كلها للشاعر جرير ، وعد بيته :
ألستم خير من ركب المطايا
وأندى العالمين بطون راح
الأمدح والأجود .
ولدى النظر في هذا البيت ضمن قصيدته رأيت أنه يأخذ بمفهوم النقد العربي القديم الذي يفصل البيت عن سياقه العام في القصيدة ، وأن سبب تفضيله كان لأنه أثنى على عبد الملك بصفتين هما الأفضل في المجتمع العربي : الشجاعة والكرم ، بأسلوب تقريري باستخدامه الاستفهام والنفي معا ، إضافة إلى التفضيل مع الشمول في التعبير ب " من " وذلك كله في بيت واحد .
وبعد دراسة القصيدة ككل، ومعرفة الظروف السياسية والاجتماعية التي أحاطت بالشاعر تبين لي أن القصيدة لاصدق في مديحها ، وذلك للأسباب الاتية :
أولا _ بالنسبة إلى ظروف الشاعر والوضع العام للدولة انذاك :
كان الشاعر " جرير " زبيري الهوى ، بمعنى أنه كان يعلن ولاءه للخليفة الشرعي " عبد الله بن الزبير الذي حكم تسع سنوات ، واعترفت بخلافته الشعوب ، إلا الأمويين ومن بسطوا سلطانهم عليهم عن طريق الحروب ، وكان جرير- بعد استشهاد الخليفة الشرعي وانتزاع السلطة من الزبيريين ، واستخلاف عبد الملك بن مروان قد أعرض عن قاتل الخليفة الشرعي ، فعاش في ضنك العيش - كما أشار في القصيدة إبان حديثه عن زوجته أم حرزة ، وطلبه الإغاثة من عبد الملك - فاضطر تحت ضغط لقمة العيش أن يلجأ إلى الحجاج ليعينه على العيش ، فرأى هذا مقدمه غنيمة للسلطة الحاكمة ، لأن الشاعر يمثل انذاك الوجه الإعلامي للدولة ، وكان عبد الملك بن مروان يقرب إليه الشاعر الأخطل التغلبي النصراني ، وكان هذا يدخل عليه والصليب في رقبته ورائحة الخمر تفوح منه ، كما أورد صاحب الأغاني ، وكان هذا يؤلم الخليفة المسلم ، ويتمنى لو أتيح له مثل جرير ليشيد به وبدولته ، فيتخلى به عن الأخطل الذي يؤذي مشاعره ، ويعرضه للنقد ،وشاء القدر أن يأتيه طلبه ، إذ اغتنم الحجاج مقدم "جرير " إليه ليقنعه باللجوء إلى عبد الملك …ولعله اقتنع ووجد أن الأفضل له وللدولة أن يتقرب من حاكمها ابن مروان .