خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ ، الخطبة تعني الكلام و الحديث عن موضوع ما ، و يقوم بها الشخص القادر على إلقائها و الصعود على المنية و مواجهة الناس بثقة ، و التحدث بفصاحة و بلاغة ، و يكون شخصيا قوي الكلمات ، و الشخصية ، و الشخص الذي يلقي الخطبة يسمى بالخطيب .
خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ ،
إن الدعوة للإسلام واجب على كل المسلمين على حد سواء ، و لكن الدعوة لا بد و أن تكون مشروعة و قائمة على أسس سليمة ، و يكون مصدرها الوحيد هو القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة ، فإن اتبع بعض الأفراد أساليب عوجاء وجب ردعهم و كشفهم ، فما بني على باطل فهو باطل ، لا بد أن تكون الدعوة صحيحة ،و هذه الجماعة قد وقعت بكثير من الأخطاء ، و قد غلبت هذه الأخطاء محاسنها ، فهم يأخذون بالأحاديث الصعيفة ، و لا يهتمون بالعلم الشرعي ، و لا يتبنون عقيدة أهل السنة و الجماعة ، و تأويلهم للآيات بما يوافق هواهم ، و لا يتحدثون عن المنكرات ، و غيرها .
حل سؤال خطبة عن التحذير من جماعة التبليغ ،
إن الدعوة للإسلام لا بد أن تكون دعوة صحيحة و سليمة ، صحيح أنها جماعة وعظ و إرشاد و لكنهم يكتفون بالعموميات و يتوسعون أفقيا كميا و ليس نوعيا ، و قد أخذ عليهم أهل العلم مآخذ كثيرة و حذروا منهم لكثرة أخطائهم ، مثل أخذهم لبعض الإسلام و تركهم بعضه ، و تفريطهم بحقوق أبنائهم و أزواجهم ، و جعلهم الدعوة أفضل من العبادات الأخرى ، و لجوئهم للنوم بالمساجد و الأكل فيها لتقليل النفقات .
الإجابة الصحيحة :
- إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نصر عبده وأعزّ جنده وهزم الأحزاب وحده، لا شيء قبله ولا شيء بعده، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله الرحمة المهداة والنعمة المسداة، أرسله للناس هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، بلغ الرسالة ونصح الأمّة وجاهد في الله حقّ الجهاد، أما بعد: إنّ أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد، وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ محدثةٍ بدعة وكلّ بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النّار، يقول الله -سبحانه وتعالى- في محكم تنزيله: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.[2] فسبيل الله لا عوج فيها ولا شبهة، أيها المسلمون إنّ الدعاة إلى الله هم غير الدعاة إلى الجاهلية، والدّعوة إلى الله هي واجب هذه الأمّة، لكن تظهر بعض الجماعات التي تسمّي نفسها جماعات التبليغ، التي تدّعي أنّها تقوم بنشر الدّعوة إلى الله، وهي تقوم بالكثير من المنكرات والمحظورات الشرعية، فأيّ دعوةٍ تكون.
- أيّها المسلمون إنّ جماعة التبليغ لا يملكون بصيرةً في مسائل العقيدة، وقد أفتى أهل العلم بأنّه لا يجوز الخروج معهم، إلا لمن كان له علمٌ وبصيرة بالعقيدة الصحيحة التي عليها أهل السّنة والجماعة، وذلك ليرشدهم ويقوّمهم من أخطائهم، وجماعة التّبليغ انحرفت كلّ الانحراف عن العقيدة الصّحيحة التي يدّعون أنهم يدعون إليها، فهم متصوفون مبتدعون، يسارعون للفتوى بغير علم، وينشرون الإسلام بغير تمكين، يعظّموا مشايخهم ويزدرون غيرهم، وعليهم مآخذ كبيرة، فلا ينبغي للمسلم أن يتّبعهم، ثمّ إنّ الدعوة إلى الله تحتاج العلم والفقه، ومن لم يحملهمها لا تصحّ دعوته ولا تتمكّن، ولا تحتاج الدّعوة لإنشاء جماعاتٍ ومنظّماتٍ وأحزاب، بل يمكن أن تكون عن طريق الجمعيّات الخيرية، ويمكن أن تكون فرديّة، ولو أراد عامّة المسلمين أن يساهموا في الدّعوة وهم لا يملكون العلم، فالجمعيات الخيرية القائمة بهذا كثيرة وبالإمكان دعمهم مادّيًا كصدقات، فسبل الدعوة كثيرة، ولا يجوز اتّباع من يضلّ الناس بدعوته، أقول ما تسمعون وأستغفر الله.